الإيكونوميست»: البرادعى محظوظ بسبب «إرهاق» أغلبية المصريين من «الوطنى»
كتب بسنت زين الدين وفاطمة زيدان ٦/ ٣/ ٢٠١٠
البرادعى
اعتبرت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية أن من حظ الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن أغلبية الشعب مصرى «مرهق» من الحزب الوطنى، «الذى يحكمه لعقود دون انقطاع»، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام المستقلة أعطت «الوافد الجديد» فرصة «عادلة» لسماعه فى مواجهة سيل «الافتراءات والتلميحات» من «أبواق النظام».
وذكر تقرير للمجلة، أمس، أن المصريين ربما «يتنفسون الصعداء» بعودة البرادعى، مستطرداً: لكن سبعة أحزاب سياسية فى مصر شكلوا «جبهة موحدة» للدفاع عن الدولة ضد ما اعتبرته «مؤامرة خارجية» سواء كانت «صهيونية أو أمريكية» يقودها المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية.
وأوضح التقرير أن هذه الأحزاب تتفق على أن هذه المؤامرة تستهدف «تقويض استقرار مصر»، وأن «رأس الحربة» هو «الحائز على جائزة نوبل».
ونوّه بأن «الإيحاء» بوجود هذه المؤامرة ربما «يفاجئ» البعض فى مصر، مشيرا إلى أنه بعد إعلان البرادعى نية ترشحه للرئاسة، ازدادت التوقعات بأن حلفاء الرئيس حسنى مبارك سيجدون طرقا عديدة للهجوم على «المنافس المغرور» - بحسب تعبيرهم.
ورأت «الإيكونوميست» أن البرادعى «دبلوماسى معسول اللسان»، مضيفة أنه أصبح حديث «الجماعات الثرثارة» بعد إعلان عشرات من المفكرين البارزين تأييدهم له، فضلا عن تخطى عدد أعضاء مجموعة الفيس بوك المناصرة له رقم ١٦٠ ألف عضو.
وقالت المجلة إن عبدالرحمن يوسف، مقرر الحملة المستقلة لدعم البرادعى، أسس حملة الـ«فيس بوك»، والتى اجتذبت العديد من المتطوعين، دون الرجوع إلى البرادعى، ناقلة عنه قوله «إن المصريين يريدون محفزا يعمل على ربط آمالهم بفكرة التغيير»، لافتة إلى أن أعضاء الحملة «واثقون» من جلب الملايين من التوقيعات، إلا أنهم غير متأكدين تماماً بأن الحكومة ستستمع إليهم.
وتابع التقرير أنه: «على الرغم من سلوكه الخفيف وأفكاره الليبرالية التى تتناقض مع القومية الإغرائية والمحافظة الدينية التى شكلت الخطاب السياسى فى مصر، إلا أن البرادعى مس وتراً حساساً، خاصة بين الشباب من خلال إصراره على أن العلل الاجتماعية فى مصر سببها القليل من الإخفاقات السياسية وكذلك غياب الديمقراطية».
وذكرت أنه من حظ البرادعى أن أغلبية الشعب مصرى «مرهق» من الحزب الذى يحكمه لعقود دون انقطاع، موضحة أن الحزب الوطنى يختار «المعارضة الموالية» للتعامل معها.
كما رأت المجلة أن جماعة الإخوان المسلمين «المحظورة» لعبت دور «البعبع» الذى يعمل على «تخويف المشككين» بمن فيهم «الجهات الغربية المانحة»، وذلك كله من أجل «دعم الرئيس المسن وحكومته» - على حد تعبيرها.
واعتبرت المجلة البريطانية أن البرادعى «محظوظ» لوجود صحافة «حرة نسبياً» فى ظل «درع دولة مبارك»، موضحةً أنه على الرغم من سيل «الافتراءات والتلميحات» من «أبواق النظام» إلا أن وسائل الإعلام المستقلة أعطت «الوافد الجديد فرصة عادلة لسماعه».
وأكدت أن البعض يرى رغبة البرادعى فى تعديل الدستور، للسماح لجميع الراغبين بالدخول وضمان وجود انتخابات نزيهة بأنها «غير واقعية»، مضيفة أنه يرفض الانضمام إلى أى من عشرات الأحزاب المرخصة من قبل الحكومة